المحاماة مهنة الجبابرة
إنها رسالة مقدسة انها رسالة الدفاع ، عندما تقف بجوار متهم بريء لم تثبت إدانته ، لتدافع عنه بعد ان هجره أهله ، وتنكر له أصدقاءه ، وتشمت به أعداءه ، وانصبت عليه لعنة الناس أجمعين ، تقف بجانبه وسط صخب الإعلام ، حتى يحين اليوم المعود ، فتدخل قاعة المحكمة تترقبك الأنظار وسط همز ولمز ، فتبدأ المرافعة وكأنها معركة في ساحة القضاء ، تجلجل بصوت الحق حيث لا صوت إلا صوتك ، لتتفنن في المرافعة ، تشد العقول بالقول المقبول ، تلهب القلوب بحلاوة اللسان وسحر البيان ، تبهر السامعين والناظرين بكلمات تبث الامان في قلب المتهم الحيران ، لا تغيب عنك فكرة ولا يتعثر لك لسان ، لا أنت بساحر ولا جان ، وإنما أنت إنسان أنت المحامي ، الذي لا يتخلى عن أي متهم مهما كان ، وكلما زاد صراخ الصارخين كلما كانت حاجة المتهم إليك اشد وأقوى ، انت محامي .. اذن انت تعمل في مهنة الجبابرة .
المحاماة ثقافة شاملة :
يخطئ من يظن أن مؤهلات المحامي هي فقط الحصول على شهادة حقوق أو الدكتوراة في القانون ، كما يخطئ من يعتقد أن صناعة المحامي هي الثرثرة ، إذ ان المحامي الشاطر ، يعكف على دراسة كل العلوم والآداب طوال حياته ، حتى يستطيع الاضطلاع بمهمة الدفاع في القضايا المختلفة ، التي يوكل إليه أمرها ، من مدنية وتجارية وجنائية وسياسية وإدارية ، وما لم يكن المحامي مطلعًا على شتى العلوم والفنون ، ومختلف القوانين والقرارات وكتب الشراح وأحدث الأحكام ، فإنه يجد نفسه عاجزًا عن القيام بواجبه .
اروع ما قيل في مهنة المحاماة :
قال المفكر الفرنسي فولتير عن المحاماة :
كنت أتمنى أن أكون محاميًا، لأن المحاماة أجمل مهنة في العالم .. فالمحامي يلجأ إليه الأغنياء والفقراء على السواء، ومن عملائه الأمراء والعظماء، يضحى بوقته وصحته وحتى بحياته في الدفاع عن متهم بريء أو ضعيف مهضوم الحق.
وقال الأستاذ المحامي الفرنسي روس :
المحامي الآن هو أقل الناس كلامًا , والمحامون هم وحدهم الذين يحسنون السكوت لأن إحسان السكوت ليس إلا نتيجة حتمية لإحسان الكلام .
أما دوجيسو رئيس مجلس القضاء الأعلى بفرنسا قال :
المحاماة عريقة كالقضاء .. مجيدة كالفضيلة .. ضرورية كالعدالة .. هي المهنة التي يندمج فيها السعي إلى الثروة مع أداء الواجب .. حيث الجدارة والجاه لا ينفصلان .. المحامي يكرس حياته لخدمة الجمهور دون أن يكون عبدًا له .. ومهنة المحاماة تجعل المرء نبيلاً بغير ولادة .. غنيًا بلا مال .. رفيعًا من غير حاجة إلى لقب .. سعيدًا بغير ثروة .
وقال المستشار عبد العزيز فهمي رئيس محكمة النقض المصرية عند افتتاح أولى جلساتها سنة 1931 :
إذا وازنت بين عمل القاضي وعمل المحامي .. لوجدت أن عمل المحامي أدق وأخطر .. لأن مهمة القاضي هي الوزن والترجيح .. أما مهمة المحامي فهي الخلق والإبداع والتكوين .
إرسال تعليق